الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ }

قوله: { مِنَ ٱلْقَوْمِ }: فيه أوجهٌ، أحدها: أن يُضَمَّن " نَصَرْناه " معنى منَعْناه وعَصَمْناه. ومثلُهفَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللَّهِ } [غافر: 29] فلمَّا ضُمِّنَ معناه تَعَدَّى تعَديتَه. الثاني: أنَّ نَصَر مطاوِعُهُ انتصر، فتعدَّىٰ تعديةً ما طاوعه. قال الزمخشري: " وهو نَصَر الذي مطاوِعُه انتصر. وسمعتُ هُذَِليَّاً يدعو على سارِقٍ " اللهم انْصُرْهم منه " أي: اجْعَلْهم منتصِرين منه ". ولم يظهر فرقٌ بالنسبةِ إلى التضمين المذكور؛ فإنَّ معنى قولِه " منتصرين منه " أي: ممتنعين أو مَعْصُوْمين منه.

الثالث: أن " مِنْ " بمعنى على أي: على القوم.