الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

قوله: { أَنتُمْ }: تأكيدٌ للضميرِ المتصلِ. قال الزمخشري: " وأنتم من التأكيدِ الذي لا يَصِحُّ الكلامُ مع الإِخلالِ به؛ لأنَّ العطفَ على ضميرٍ هو في حكمِ بعضِ الفعلِ ممتنعٌ. ونحوهٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ } [البقرة: 35]. قال الشيخ: " وليس هذا حكماً مُجْمعاً عليه؛ فلا يَصِحُّ الكلامُ مع الإِخلالِ به؛ لأنَّ الكوفيين يُجيزون العطفَ على الضمير المتصلِ المرفوعِ من غير تأكيدٍ بالضمير المنفصل ولا فصلٍ. وتنظيرُ ذلك بـ { ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ } مخالِفٌ لمذهبِه في { ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ } لأنَّ مذهبَه يزعم أنَّ " وزوجُك " ليس معطوفاً على الضمير المستكنِّ في " اسكُنْ " ، بل مرفوعٌ بفعلٍ مضمر أي: وَلْتَسْكُنْ، فهو عنده من قبيل عطفِ الجمل، وقوله هذا مخالفٌ لمذهبِ سيبويه ".

قلت: لا يَلْزَمُ من ذلك أنه خالفَ مذهبَه، إذ يجوزُ أن يُنَظَّر بذلك عند مَنْ يعتقدُ ذلك، وإنْ لم يعتقدْه هو.

و { فِي ضَلاَلٍ } يجوز أَنْ يكونَ خبراً إنْ كانَتْ " كان " ناقصةً، أو متعلقاً بـ " كنتم " إن كانَتْ تامةً.