الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }

قوله: { لَوْ يَعْلَمُ }: جوابُها مقدَّرٌ لأنه أبلغُ في الوعيدِ. فقدَّره الزمخشريُّ: " لَما كانوا بتلك الصفةِ/ من الكفرِ والاستهزاءِ والاستعجالِ، ولكنَّ جَهْلَهم به هو الذي هَوَّنه عندهم ". وقَدَّره ابنُ عطية: " لَما استعجلوا ". وقدَّره الحوفي " لَسارعوا ". وقَدَّره غيرُهم " لَعَلِموا صحةَ البعث ".

و " حينَ " مفعولٌ به لـ " عَلِموا " وليس منصوباً على الظرفِ. أي: لو يَعْلمون وقتَ عدمِ كفِّ النار. وقال الزمخشري: " ويجوزُ أَنْ يكونَ " يعلمُ " متروكاً بلا تَعْدِيةٍ بمعنى: لو كان معهم علمٌ ولم يكونوا جاهلين لَما كانوا مستَعْجِلين. و " حينَ " منصوبٌ بمضمرٍ أي: حين لا يَكُفُّون عن وجوهِهم النارَ يعلمونَ أنهم كانوا على الباطلِ " ، وعلى هذا فـ " حين " منصوبٌ على الظرفِ لأنه جَعَلَ مفعولَ العلمِ " أنَّهم كانوا ".

وقال الشيخ: " والظاهرُ أنَّ مفعولَ " يعلم " محذوفٌ لدلالة ما قبلَه أي: لو يعلم الذين كفروا مجيْءَ الموعودِ الذي سَألوا عنه واسْتَنْبطوه. و " حين " منصوبٌ بالمفعولِ الذي هو " مجيءَ ". ويجوزُ أَنْ يكونَ من بابِ الإِعمالِ على حَذْفِ مضافٍ، وأعملَ الثاني. والمعنىٰ: لو يعلمون مباشرةَ النارِ حين لا يَكُفُّونها عن وجوهِهم ".