قوله: { أَفَإِيْن مِّتَّ }: قد تقدَّم نظيرُ ذلك في آل عمران عند قولِه:{ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ } [الآية: 144]. وفي هذه الآيةِ دليلٌ لمذهب سيبويه: وهو أنه إذا اجتمع شرطٌ واستفهام أُجيب الشرطُ. فتكونُ الآيةُ قد دَخَلَتْ فيها همزةُ الاستفهامِ على جملةِ الشرطِ. والجملةُ المقترنةُ بالفاءِ جوابُ الشرطِ، وليسَتْ مَصَبَّ الاستفهامِ، وزَعَمَ يونس أنَّ الاستفهامَ/ مُنْصَبٌّ على الجملةِ المقترنةِ بالفاء، وأنَّ الشرطَ معترضٌَ بين الاستفهامِ وبينَها، وجوابه محذوف. وليس بشيءٍ إذ لو كان كما قال لكان التركيبُ: أفإن مِتَّ هم الخالدون، بغير فاء. وكأنَّ ابنَ عطية نحا مَنْحَىٰ يونسَ فإنه قال: " وألفُ الاستفهامِ داخلةٌ في المعنىٰ على جوابِ الشرطِ ".