الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }

قوله: { قَالَ }: قرأ حفص " قال " خبراً عن الرسولِ عليه السلام. الباقون " قل " على الأمر. وقرأ العامَّةُ " رَبِّ " بكسرِ الباءِ اجتراءً بالكسرةِ عن ياءِ الإِضافةِ، وهي الفصحىٰ. وقرأ أبو جعفر بضمِّ الباءِ، فقال صاحبُ " اللوامح ": " إنه منادى مفردٌ ثم قال: " وحَذْفُ حَرْفِ النداء فيما جاز أن يكونَ وصفاً لـ " أَيّ " بعيدٌ، بابُه الشعرُ ". قلت: ليس هذا من المنادىٰ المفردِ، بل نَصَّ بعضُهم على أنَّ هذه بعضُ اللغاتِ الجائزةِ في المضافِ إلى ياء المتكلم حالَ ندائه.

وقرأ العامَّةُ " احْكُمْ " على صورةِ الأمر. وقرأ ابن عباس وعكرمة وابن يعمر " رَبِّيْ " بسكونِ الياء " أَحْكَمُ " أفعلُ تفضيلٍ فهما مبتدأ وخبر.

وقُرِىء " أَحْكَمَ " بفتح الميم كألزَمَ، على أنَّه فعلٌ ماضٍ في محلِّ خبرٍ أيضاً لـ " ربِّي " , وقرأ العامَّةُ " تَصِفُوْن " بالخطاب. وقرأ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم على أُبَي رضي الله عنه " يَصِفُون " بالياء مِنْ تحت، وهي مَرْوِيَّةٌ أيضاً عن عاصم وابن عامر. والغيبة والخطاب واضحان.