الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ }

قوله: { قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ }: قرأ الأخَوان " قد أَنْجَيْتُكم " و " واعَدْتُكم " و { رَزَقْتُكم } بتاءِ المتكلم. والباقون " أَنْجَيْناكم " و " رَزَقْناكم " و " واعَدْناكم " بنونِ العظمة. واتفقوا على " ونَزَّلْنا ". وتقدَّم خلافُ أبي عمرو في " وَعَدْنا " في البقرة. وقرأ حميد " نَجَّيْناكم " بالتشديد.

وقُرِىء " الأَيْمَنِ " بالجرِّ. قال الزمخشري: " خَفْضٌ على الجِوارِ، كقولِهِم: " جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ " وجعله الشيخ شاذاً ضعيفاً. وخَرَّجه على أنه نعتٌ للطُّور قال: " وُصِفَ بذلك لما فيه من اليُمْن، أو لكونِه على يمين مَنْ يستقبلُ الجَبَلَ ".

و " جانبَ " مفعولٌ ثانٍ على حَذْفِ مضاف أي: إتيانَ جانبِ. ولا يجوزُ أن يكونَ المفعولُ الثاني محذوفاً. و " جانب " ظرف للوعد. والتقدير: وواعَدْناكم التوراةَ في هذا المكانِ؛ لأنه ظرفُ مكانٍ مختصّ، لا يَصِلُ إليه الفعلُ بنفسِه ولو قيل: إنه تُوُسِّعَ في هذا الظرفِ فجُعِل مفعولاً به أي: جُعل نفسَ الموعود نحو: " سِيْر عليه فرسخان وبريدان " لجاز.