الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ }

قوله: { كُلُواْ }: منصوبٌ بقولٍ محذوف، وذلك القولُ منصوبٌ على الحال مِنْ فاعل " أَخْرَجْنا " تقديره: فأخرَجْنا كذا قائلين: كُلوا. وتَرَكَ مفعولَ الأكل على حَدِّ تَرْكِه في قولِه تعالىٰ:كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } [البقرة: 60].

" وارْعَوْا " رَعَىٰ يكون لازماً ومتعدِّياً يقال: رَعَىٰ دابَّته/ رَعْياً فهو راعِيها. ورَعَتِ الدابَّةُ تَرْعَىٰ رَعْياً فيه راعيةٌ، وجاء في الآيةِ متعدِّياً.

والنُّهىٰ فيه قولان، أحدهما: أنه جَمْعُ نُهْيَة كغُرَف جمع غُرْفَة. والثاني: أنها اسمٌ مفردٌ وهو مصدرٌ كالهُدَىٰ والسُّرَىٰ. قاله أبو عليّ. وكنت قد قدَّمْتُ أولَ هذا الموضوع أنهم قالوا: لم يأتِ مصدرٌ على فُعَل من المعتل اللام إلاَّ سُرَىٰ وهُدَىٰ وبُكَىٰ، وأنَّ بعضهم زادَ " لٌقَىٰ " وأنشدْتُ عليه بيتاً ثَمَّة، وهذا لفظٌ آخرُ فيكون خامساً. والنُّهىٰ: العَقْلُ. قالوا: سُمِّي بذلك لأنه يَنْهى صاحبَه عن ارتكابِ القبائح.