الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً }

قوله: { وَهُوَ مُؤْمِنٌ }: جملةٌ حاليةٌ. وقوله: { فَلاَ يَخَافُ }. قرأ ابنُ كثيرٍ بجزمِه على النهي. والباقون برفعِه على النفي والاستئنافِ أي: فهو لا يَخافُ.

والهَضْمُ: النَّقْصُ. تقول العرب: " هَضَمْتُ لزيدٍ مِنْ حقي " أي: نَقَصْتُ منه، ومنه " هَضِيم الكَشْحَيْن " أي ضامِرُهما. ومِنْ ذلك أيضاًطَلْعُهَا هَضِيمٌ } [الشعراء: 148] أي: دقيقٌ متراكِبٌ، كأنَّ بعضَه يظلم بعضاً فيُنْقِصُه حقَّه. ورجل هضيم ومُهْتَضَم أي: مظلومٌ. وهَضَمْتُه واهْتَضَمْتُه وتَهَضَّمْتُه، كلٌ بمعنىً. اقل المتوكل الليثي:
3322ـ إنَّ الأذِلَّةَ واللِّئامَ لَمَعْشَرٌ     مَوْلاهُمُ المُتَهَضِّمُ المظلومُ
قيل: والظلمُ والهَضْمُ متقاربان. وفَرَّق القاضي الماوردي بينهما فقال: " الظلمُ مَنْعُ جميعِ الحقِّ، والهضمُ مَنْعُ بعضِه ".