الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِي ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ }

قوله تعالى: { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ }: " أنَّ " وما في حَيِّزها في محل نصبٍ لعَطْفِها على المنصوبِ في قوله: { ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِي } أي: اذكروا نعمتيَ وتفضيلي إياكم، والجارُّ متعلَِّقٌ به، وهذا من الباب عَطْفِ الخاصِّ على العامِّ لأن النعمةَ تَشْمَلُ التفضيلَ. والفضلُ: الزيادةُ في الخَيْر، واستعمالُه في الأصل التعدِّي بـ " على " ، وقد يَتَعدَّى بـ " عَنْ ": إمَّا على التضمين وإمَّا على التجوُّزِ في الحذف، كقوله:
433ـ لاهِ ابنُ عَمِّك لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ   عني ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزَوني
وقد يتعدَّى بنفسه، كقوله:
434ـ وَجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً   كفَضْلِ ابنِ المَخَاضِ على الفَصيلِ
و بـ " على " ، وفِعْلُه: فضَل يَفْضُل بالضم، كقَتَلَ يقتُل. وأمَّا الذي معناه الفَضْلة من الشيء وهي البقيَّة ففعلُه أيضاً كما تقدَّم، ويقال فيه أيضاً: " فَضِل " بالكسر يَفْضَل بالفتح كعَلِم يعلَم، ومنهم مَنْ يكسِرُها في الماضي ويَضُمُّها في المضارعِ وهو من التداخُلِ بين اللغتين.