قولُه تعالى: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ }: الذين مبتدأٌ أولُ، وأولياؤهم مبتدأٌ ثانٍ، والطاغوتُ: خبرُه، والجملةُ خبرُ الأول. وقرأ الحسن [ " الطواغيت " بالجمعِ، وإن كان أصلُه مصدراً لأنه لمَّا] أطلق على المعبودِ مِنْ دونِ الله اختلفَت أنواعُه، ويؤيِّد ذلك عَوْدُ الضمير مَجْمُوعاً من قولِهِ: " يُخْرِجونهم ". قوله: { يُخْرِجُونَهُمْ } هذه الجملةُ وما قبلَها من قولِهِ: " يُخْرِجُهم " الأحْسنُ فيها ألاَّ يكونَ لها محلٌّ من الإِعراب، لأنهما خَرَجا مخرجَ التفسيرِ للولاية، ويجوزُ أن يكونَ " يُخْرِجُهم " خبراً ثانياً لقولِهِ: " الله " وأن يكونَ حالاً من الضمير في " وليُّ " ، وكذلك " يُخْرجونهم " والعامِلُ في الحال ما في معنى الطاغوت، وهذا نظيرُ ما قاله الفارسي في قولِهِ:{ نَزَّاعَةً } [المعارج: 16] إنها حالٌ العاملُ فيها " لَظَى " وسيأتي تحقيقُه. و " من " [و] " إلى " متعلقان بفعلي الإِخراج.