قوله تعالى: { مِنَ ٱلنَّاسِ }: في محلِّ نصبٍ على الحالِ، من " السفهاء " والعاملُ فيها " سيقولُ " وهي حالٌ مبيِّنة فإنَّ السَّفَه كما يوصف به الناسُ يُوْصَفُ به غيرُهم من الجمادِ والحيوانِ، وكما يُنْسَبُ القولُ إليهم حقيقةً يُنْسَبُ لغيرهم مجازاً فَرَفَع المجازَ بقولِه: " مِن الناسِ " ذكره ابن عطية وغيرُه. قوله: { مَا وَلاَّهُمْ } " ما " مبتدأٌ وهي استفهاميةٌ، والجملةُ بعدها خبرٌ عنها، و " عن قِبْلَتِهم " متعلقٌ بـ " وَلاَّهم " ، ولا بُدَّ من حذفِ مضافٍ في قولِه " عليها " أي: على توجُّهِهَا أو اعتقادِها، وجملةُ الاستفهامِ في محلِّ نصبٍ بالقولِ، والاستعلاءُ في قولِه " عليها " مجازٌ، نَزَّلَ مواظَبَتَهم على المحافظةِ عليها منزلةَ مَنِ استعلى على الشيء.