قوله تعالى: { هُوَ ٱلْهُدَىٰ }: يجوزُ في " هو " أَنْ يكونَ فَصْلاً أو مبتدأً وما بعدَه خبرُه، ولا يجوزُ أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ " هدى الله " لمجيئِه بصيغةِ الرفعِ، وأجازَ أبو البقاء فيه أن يكونَ توكيداً لاسم إنَّ، وهذا لا يجوزُ فإن المضمَر لا يؤكِّدُ المُظْهَرَ.
قوله: { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ } هذه تسمَّى اللامَ الموطِّئَةَ للقسم، وعلامتُها أَنْ تقعَ قبلَ أدواتِ الشرطِ، وأكثرُ مجيئِها مع " إنْ " وقد تأتي مع غيرِها نحو:{ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ } [آل عمران: 81]،{ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } [الأعراف: 18] وسيأتي بيانُه، ولكنها مُؤذِنةٌ بالقسم اعتُبر سَبْقُها فَأُجيبَ القَسَمُ دونَ الشرطِ بقوله: { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } وحُذِفَ جوابُ الشرط. ولو أُجيب الشرطُ لَوَجَبَتِ الفاءُ، وقد تُحْذَفُ هذه اللامُ ويُعْمَلُ بمقتضاها/ فيجابُ القَسَمُ نحو قوله تعالى:{ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ } [المائدة: 73]. قوله: " من العِلْم " في محلِّ نصب على الحال من فاعل " جاءك " و " مِنْ " للتبعيض، أي جاءَكَ حالَ كونِه بعضَ العلم.