الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }

قوله تعالى: { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ }: " لولا " و " لَوْما " يكونانِ حَرْفي ابتداءٍ، وقد تقدم ذلك عند قولهفَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ } [البقرة: 64]، ويكونان حَرْفَيْ تحضيضٍ بمنزلة: " هَلاَّ " فيختصَّان بالأفعالِ ظاهرةً أو مضمرةً كقوله:
702 ـ تَعُدُّون عَقْرَ النِّيْبِ أفضلَ مَجْدِكُم   بنى ضَوْطَرِى لولا الكَمِيَّ المقنَّعا
أي: لولا تَعُدُّون الكميَّ، فإنْ وَرَدَ ما يُوهم وقوعَ الاسمِ بعدَ حرفِ التحضيض يُؤَوَّل كقوله:
703 ـ ونُبِّئْتُ ليلى أَرْسَلَتْ بشفاعةٍ   إليَّ فهلاَّ نفسُ لَيْلى شَفِيعُها
فـ " نفسُ ليلى " مرفوعٌ بفعلٍ محذوفٍ يفسِّره " شفيعُها " أي: فَهَلاَّ شَفَعَتْ نفسُ ليلى. وقال أبو البقاء: " إذا وَقَعَ بعدَها المستقبلُ كانَتْ للتحضيضِ وإنْ وَقَعَ [بعدها] الماضي كانَتْ للتوبيخ " وهذا شيءٌ يقولُه علماءُ البيانِ، وهذه الجملةُ التحضيضيةُ في محلِّ نصبٍ بالقول.

قوله: { كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ } قد تقدَّم الكلامُ على نظيرِه فَلْيُطْلَب هناك. وقرأ أبو حَيْوة وابن أبي إسحاق: " تَشَّابَهَتْ " بتشديد الشين، قال الداني: " وذلك غيرُ جائز لأنه فعلٌ ماض " يعني أن التاءَيْن المزيدتين إنما تجيئان في المضارع فَنُدْغِم، أمَّا الماضي فلا.