الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }

وقرأ الناسُ " تُحِسُّ " بضمِّ التاء وكسرِ الحاء مِنْ أَحَسَّ. وقرأ أبو حيوةَ وأبو جعفرٍ وابن أبي عبلة " تَحُسُّ " بفتح التاء وضم الحاء. وقرأ بعضُهم " تَحِسُّ " بالفتح والكسر، من حَسَّه، أي: شَعَرَ به، ومنه " الحواسُّ الخَمس ".

و " منهم " حالٌ مِنْ " أحد " إذ هو في الأصلِ صفةٌ له، و " مِنْ أحدٍ " مفعولٌ زِيْدَتْ فيه " مِنْ ".

وقرأ حنظلةُ " تُسْمَعُ " مضمومَ التاء، مفتوحَ الميمِ مبنياً للمفعولِ، و " رِكْزاً " مفعولٌ على كلتا القراءتين إلا أنه مفعولٌ ثانٍ في القراءة الشاذة. والرِّكْزُ الصوت الخفي دونَ نطقٍ بحروفٍ ولا فمٍ، ومنه " رَكَزَ الرمحَ " ، أي: غَيَّبَ طَرَفَه في الأرضِ وأَخفاه، ومنه الرِّكازُ، وهو المال المدفونُ لخفائِه واستتارِه. وأنشدوا:
3268- فَتَوَجَّسَتْ رِكْزَ الأنيسِ فَرَاعَها   عن ظهر غَيْبٍ، والأَنِيْسُ سَقامُها