الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً }

قوله: { يَوْمَ نَحْشُرُ }: منصوبٌ بـ " سَيَكْفرون " أو بـ " يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } أو بـ " نَعُدُّ " تَضَمَّن معنى المجازاة، أو بقوله: " لا يَمْلكون " الذي بعده، أو بمضمرٍ وهو " اذْكُرْ " أو احْذَرْ. وقيل: هو معمولٌ لجوابِ سؤالٍ مقدرٍ، كأنه قيل: متى يكون ذلك؟ فقيل: يكون يوم يُحْشَرُ. وقيل: / تقديرُه: يوم نَحْشُر ونَسُوق نَفْعَلُ بالفريقين ما لا يٌحيط به الوصفُ.

قوله: " وَفْداً " نصبٌ على الحال، وكذلك " وِرْداً ". والوَفْدُ: الجماعة الوافِدُون. يُقال: وَفَدَ يَفِدُ وَفْداً وَوُفُوداً ووِفادَةً، أي: قَدِمَ على سبيل التَّكرِمة، فهو في الأصل مصدرٌ ثم أُطْلِق على الأشخاصِ كالصَّفِّ. وقال أبو البقاء: " وَفْدُ جُمعُ وافِد مثلَ راكِب ورَكْب وصاحِب وصَحْب " وهذا الذي قاله ليس مَذهبَ سيبويه لأنَّ فاعِلاً لا يُجْمَعُ على فَعْل عند سيبويه. وأجازه الأخفش. فأمَّا رَكْبٌ وصَحْبٌ فأسماءُ جمعٍ لا جَمْعٌ بدليلِ تصغيرها على ألفاظها، قال:
3257- أَخْشَى رُجَيْلاً ورُكَيْباً غادِيا   
فإن قلت: لعلَّ أبا البقاء أراد الجمعَ اللغويَّ. فالجواب: أنَّه قال بعد قوله: " والوِرْدُ اسمٌ لجمعِ وارِد " فَدَلَّ على أنه قصد الجمعَ صناعةً المقابلَ لاسمِ الجمع.