الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً }

قوله تعالى: { إِذْ قَالَ لأًبِيهِ }: يجوز أَنْ يكونَ بدلاً من " إبراهيم " بدلَ اشتمال كما تقدَّم فيإِذِ ٱنتَبَذَتْ } [مريم: 16] وعلى هذا فقد فَصَل بين البدلِ والمبدلِ منه بقولِه: { إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً } نحو: رأيت زيداً - ونِعْم الرجلُ - أخاك ". وقال الزمخشري: " ويجوز أن يتعلَّقَ " إذ " بـ " كان " أو بـ " صِدِّيقاً نبيَّاً " ، أي: كان جامعاً لخصائص الصِّدِّيقين والأنبياء حين طلب خاطب أباه تلك المخاطباتِ ". ولذلك جَوَّز أبو البقاء أن يعمل فيه { صِدِّيقاً نبيَّاً } أو معناه.

قال الشيخ: " الإِعرابُ الأولُ - يعني البدليةَ - يقتضي تصرُّفَ " إذ " وهي لا تتصرَّفُ، والثاني فيه إعمالُ " كان " في الظرف وفيه خلافٌ، والثالث لا يكون العاملُ مركباً من مجموع لفظَيْنِ بل يكون العملُ منسوباً للفظٍ واحدٍ. ولا جائز أن يكونَ معمولاً لـ " صِدِّيقاً " لأنه قد وُصِفَ، إلا عند الكوفيين. ويَبْعُدُ أن يكونَ معمولاً لـ " نبيَّاً " لأنه يقتضي أنَّ التَّنْبِئَةَ كانت في وقتِ هذه المقالة ".

قلت: العاملُ فيه ما لخَّصه أبو القاسم ونَضَّده بحسنِ صناعتِه من مجموع اللفظين كما رأيتَ في قوله " أي: كان جامعاً / لخصائصِ الصِّدِّيقين والأنبياء حين خاطب أباه ".