الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً }

{ وَحَنَاناً }: يجوز أَنْ يكونَ مفعولاً به نَسَقاً على " الحُكْمَ " ، أي: وآتيناهُ تَحَنُّناً. والحنانُ: الرحمةُ واللِّيْن، وأنشد أبو / عبيدة:
3215- تحنَّنْ عليَّ هداك المليكُ   فإنَّ لكلِّ مقامٍ مَقالا
قال: " وأكثر استعمالِه مثنَّى كقولِهم: حَنَانَيْكَ، وقولِه:
3216-............................   حَنَانَيْكَ بعضُ الشرِّ أهونُ مِنْ بعضِ
وجوَّز فيه أبو البقاء أَنْ يكونَ مصدراً، كأنَّه يريد به المصدرَ الواقعَ في الدعاء نحو: سَقْياً ورَعْياً، فنصبُه بإضمارِ فِعْلٍ كأخواتِه. ويجوز أَنْ يرتفعَ على خبر ابتداءٍ مضمرٍ نحو:فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } [يوسف: 18] وسَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } [الاعراف: 46، الرعد: 24، الزمر: 73] في أحد الوجهين: وأنشد سيبويه:
3217- وقالَتْ حَنانٌ ما أَتَى بك هَهنا   أذو نَسَبٍ أَمْ أنتَ بالحَيِّ عارِفُ
وقيل لله تعالى: حَنان، كما يقال له " رَحيم " قال الزمخشري: " وذلك على سبيل الاستعارة ".

و { مِّن لَّدُنَّا } صفةٌ له.