الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً }

قوله: { أَن سَبِّحُواْ }: يجوز في " أَنْ " أَنْ تكونَ مفسِّرةً لأَوْحى، وأَنْ تكونَ مصدريةًَ مفعولةً بالإِيحاء. و { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } ظرفا زمانٍ للتسبيح. وانصرفَتْ " بُكْرَة " لأنه لم يُقْصَد بها العَلَمِيَّةُ، فلو قُصِد بها العَلَميةُ امتنعت عن الصرف. وسواءً قُصد بها وقتٌ بعينه نحو: لأسيرنَّ الليلةَ إلى بكرةَ، أم لم يُقصد نحو: بكرةُ وقتٌ نشاط [لأنَّ عَلَمِيَّتها جنسيَّة كأُسامة]، ومثلُها في ذلك كله " غدوة ".

وقرأ طلحة " سَبَّحوه " بهاءِ الكناية. وعنه أيضاً: " سَبِّحُنَّ " بإسناد الفعل إلى ضمير الجماعة مؤكَّداً بالثقيلة وهو كقولِه:لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ } [هود: 8] وقد تقدَّم تصريفه.