الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً }

قوله: { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ }: قرأ حمزة بتشديد الطاء، والباقون بتخفيفها. والوجهُ في الإِدغام كما قال أبو علي: " لمَّا لم يمكن إلقاءُ حركةِ التاءِ على السين لئلا يُحَرَّكَ ما لا يتحرك " - يعني أنَّ سين استفعل لا تتحرك - أُدْغم مع الساكن، وإن لم يكن حرف لين. وقد قرأت القراءُ غيرَ حرفٍ من هذا النحو. وقد أنشد سيبويه " ومَسْحِيِ " يعني في قول الشاعر:
3198- كأنَّه بعد كَلالِ الزَّاجِرِ   ومَسْحِي مَرُّ عُقُابٍ كاسِرِ
يريد " ومَسْحِه " فأدغم الحاء في الهاء بعد أَنْ قَلَبَ الهاءَ حاءً، وهو عكسُ قاعدةِ الإِدغام في المتقاربين. وهذه القراءةُ قد لحنَّها بعضُ النحاة. قال الزجاج: " مَنْ قرأ بذلك فهو لاحِنٌ مخطئٌ " وقال أبو علي: " هي غيرُ جائزة ".

وقرأ الأعشى، عن أبي بكر " اصْطاعوا " بإبدال السين صاداً. والأعمش " استطاعوا " كالثانية.