الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْكَهْفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }

قوله تعالى: { أَمْ حَسِبْتَ }: " أم " هذه منقطعةٌ فَتُقَدَّرُ بـ " بل " التي للانتقال لا للإِبطال، وبهمزة الاستفهام عند جمهورِ النحاة، و " بل " وحدَها، أو بالهمزةِ وحدَها عند غيرِهم. وتقدَّم تحقيقٌ القولِ فيها.

و " انَّ " وما في حَيِّزها سادَّةٌ [مَسَدَّ] المفعولَيْنِ أو أحدِهما على الخلافِ المشهور.

والكَهْفُ: قيل: مُطْلق الغار. وقيل: هو ما اتَّسع في الجبل، فإن لم يَتَّسِعْ فهو غارٌ. والجمعٌ " كُهوفٍ " في الكثرة، و " أَكْهَف " في القِلَّةِ.

والرَّقيم: قيل: بمعنى مَرْقُوم. وقيل: بمعنى راقم. وقيل: هو اسمٌ للكلبِ الذي لأصحاب الكهفِ. وأنشدوا لأميةَ بنِ أبي الصلت:
3125- وليسَ بها إلا الرَّقيمُ مُجاوِراً   وصِيدَهُمُ، والقومُ بالكهفِ هُمَّدُ
/قوله: " عَجَبا " يجوز أن تكونَ خبراً، و { مِنْ آيَاتِنَا } حالٌ منه، وأَنْ يكونَ خبراً ثانياً، و { مِنْ آيَاتِنَا } خبراً أول، وأن يكونَ " عجباً " حالاً من الضميرِ المستتر في { مِنْ آيَاتِنَا } لوقوعه خبراً. ووُحِّدَ وإن كان صفةً في المعنى لجماعة لأنَّ أصلَه المصدرُ. وقيل: " عَجَباً " في الأصلِ صفةٌ لمحذوفٍ تقديرُه: آيةً عجبا. وقيل: على حذفِ مضاف، أي: آيةً ذاتَ عَجَبٍ.