قوله: { فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ }: التثنيةُ للتغليبِ، يريد: أباه وأمه، فغلَّب المذكرَ، وهو شائعٌ. ومثلُه: القمران والعُمَران. وقد تقدَّم في يوسف: أنَّ الأبوين يُراد بهما الأبُ والخالَةُ فهذا أقربُ. والعامَّةُ على " مُؤْمِنَيْنِ " بالياء. وأبو سعيد الخُدريُّ والجحدري " مؤمنان " بالألف. وفيه ثلاثةُ أوجهٍ. أحدُها: أنه على لغة بين الحارث وغيرهم. الثاني: أنَّ في " كان " ضميرَ الشأنِ، و " أبواه مؤمنان " مبتدأ وخبرٌ في محلِّ النصبِ كقوله:
3192-إذا مِتُّ كان الناسُ صِنْفانِ شامِتٌ
............................
فهذا أيضاً محتمِلٌ للوجهين. الثالث: أن في " كان " ضميرَ الغلامِ، أي: فكان الغلامُ والجملةُ بعده الخبرُ. وهو أحسنُ الوجوهِ.