الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }

قوله: { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ }: قد تقدَّم الكلامُ فيه في الأنعام مستوفى، وتقدَّم أنَّ " الثُّمُرَ " بالضم المالُ. فقال ابنُ عباس: جميع المال مِنْ ذهبٍ وفِضَّةٍ وحيوانٍ وغير ذلك. قال النابغة:
3159- مَهْلاً فداءً لك الأقوامُ كلُّهمُ   وما أُثَمِّرُ مِنْ مالٍ ومِنْ وَلَدِ
وقيل: هو الذهب والفضة خاصةٍ.

وقرأ أبو رجاء " بِثَمْرِه " بفتحة وسكون.

قوله: " وهو يحاوِرُه " جملةٌ حالية مُبَيِّنة إذ لا يَلْزَمُ مِنَ القولِ المحاوَرَةُ؛ إذ المحاوَرَةُ مراجعةُ الكلام مِنْ حار، أي: رَجَعَ، قال تعالى:إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } [الانشقاق: 14]. وقال امرؤ القيس:
3160- وما المرءُ إلا كالشِّهابِ وضَوئِه   يَحُوْرُ رَماداً بعد إذ هُوَ ساطِعُ
ويجوز أَنْ تكونَ حالاً مِنَ الفاعل أو من المفعول.