الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً }

قوله: { فَضَرَبْنَا }: مفعولُه محذوفٌ، أي: ضَرَبْنا الحجابَ المانعَ. و { عَلَىٰ آذَانِهِمْ } استعارةٌ للزومِ النوم. كقول الأسود:
3127- ومن الحوادِث لا أبالَكِ أنني   ضُرِبَتْ عَلَيَّ الأرضُ بالأَسْدادِ
وقال الفرزدق:
3128- ضَرَبَتْ عليكَ العَنْكَبوتَ بنَسْجِها   وقَضَى عليك به الكتاب المُنَزَّلُ
ونصَّ على الآذان لأنَّ بالضرب عليها خصوصاً يَحْصُلُ النومُ.

وأمال " آذانهم "....

و " سنينَ " ظرفٌ لـ " ضَرَبْنا ". و " عَدَداً " يجوزُ فيه أن يكونَ مصدراً، وأن يكون فَعَلاً بمعنى مَفْعول كالقَبْض والنَّقَص. فعلى الأولِ يجوز نصبُه مِنْ وجهين: النعتِ لـ " سنين " على حَذْفٍ، أي: ذوات عدد، أو على المبالغةِ، والنصبُ بفعلٍ مقدرٍ، أي: تُعَدُّ عدداً. وعلى الثاني: نعت ليس إلا، اي: معدودة.