الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }

قوله تعالى: { أَوْ تَرْقَىٰ }: فعل مضارعٌ منصوبٌ تقديراً، لأنه معطوفٌ على " تَفَجُّرَ " ، أي: أو حتى تَرْقَى في السماء، أي: في معارجِها، والرُّقِيُّ: الصُّعودُ. يقال: رَقِي بالكسرِ يَرْقى بالفتح رُقَيَّاً على فُعول، والأصل رُقُوْي، فَأُدْغم بعد قلبِ الواو ياءً، ورَقْياً بزنة ضَرْب. قال الراجز:
3108- أنتَ الذي كلَّفْتني رَقْيَ الدَّرجْ   على الكَلالِ والمَشِيْبِ والعَرَجْ
قوله: " نَقْرَؤُه " يجوز فيه وجهان، أحدهما: أن يكون نعتاً لـ " كتاباً ". والثاني: أن يكونَ [حالاً] مِنْ " نا " في " علينا " قاله أبو البقاء، وهي حالٌ مقدرةٌ، لأنهم إنما يقرؤونه بعد إنزالِه لا في حالِ إنزالِه.

قوله: { قُلْ سُبْحَانَ } قرأ ابنُ كثير وابنُ عامر " قال " فعلاً ماضياً إخباراً عن الرسولِ عليه السلام بذلك، والباقون " قُلْ " على الأمر/ أمراً منه تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم بذلك، وهي مرسومةٌ في مصاحف المكيين والشاميين: " قال " بألف، وفي مصاحِفِ غيرِهم " قُلْ " بدونها، فكلٌ وافق مصحفَه.

قوله: { إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } يجوزُ أَنْ يكونَ " بشراً " خبرَ " كنتُ " و " رسولاً " صفتُه، ويجوز أن يكون " رسولاً " هو الخبر، و " بَشَراً " حالٌ مقدمةٌ عليه.