الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً }

قوله تعالى: { عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ }: متعلِّقٌ بـ " يَعْمل ". والشَّاكِلَةُ: أحسنُ ما قيل فيها ما قاله الزمخشريُّ: أنها مذهبه الذي يُِشاكل حالَه في الهدى والضلالة مِنْ قولهم: " طريقٌ ذو شواكل " وهي الطرقُ التي تَشَعَّبَتْ منه، والدليلُ عليه قولُه { فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً }. وقيل: على دينه. وقيل: خُلُقه. وقال ابن عباس: " جانبه ". وقال الفراء: " هي الطريقةُ والمذهب الذي جُبِلَ عليه ".

وهو من " الشَّكْلِ " وهو المِثْل، يقال: لستَ على شَكْلي ولا شاكلتي. وأمَّا " الشَّكْلُ " بالكسر فهو الهيئة. يقال: جاريةٌ حسنةُ الشَّكْل. وقال امرؤ القيس:
3102- حَيِّ الحُمولَ بجانب العَزْلِ   إذ لا يُلائم شَكلُها شَكْلي
أي: لا يلائمُ مثلُها مثلي.

قوله: " أَهْدى " يجوز أن يكونَ مِنْ " اهْتَدى " ، على حذفِ الزوائد، وأن يكونَ مِنْ " هَدَى " المتعدِّي. وأن يكونَ مِنْ " هدى " القاصر بمعنى اهتدى. و " سبيلاً " تمييز.