الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً }

قوله تعالى: { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ }: " إنْ " هذه فيها المذهبان المشهوران: مذهبُ البصريين: أنها مخففةٌ، واللامُ فارقةٌ بينها وبين " إنْ " النافية، ولهذا دَخَلَتْ على فعلٍ ناسخٍ، ومذهبُ الكوفيين أنها بمعنى " ما " النافيةِ، واللامُ بمعنى " إلا ". وضُمِّنَ " يَفْتِنُونَك " معنى يَصْرِفُونك " فلهذا عُدِّي بـ " عن " تقديرُه: لَيَصْرِفُونَكَ بفتنتِهم. و " لتفترِيَ " متعلِّقٌ بالفتنةِ.

قوله: { وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ } " إذن " حرفُ جوابٍ وجزاءٍ؛ ولهذا تقع أداةُ الشرطِ موقعَها، و " لاتَّخذوك " جوابُ قسمٍ محذوفٍ تقديرُه: إذن واللهِ لاتَّخذوك، وهو مستقبلٌ في المعنى، لأنَّ " إذَنْ " تقتضي الاستقبالَ؛ إذ معناها المجازاةُ. وهذا كقولِه:وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ } [الروم: 51]، أي: ليَظَلُّنَّ. وقولُ الزمخشري: " أي: ولو اتَّبَعْتَ مرادَهم لاتَّخذُوك " تفسيرُ معنى لا إعرابٍ، لا يريد بذلك أنَّ " لاتَّخَذُوك " جوابٌ لـ " لو " محذوفةُ إذ لا حاجةَ إليه.