الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً }

قوله تعالى: { مَّن كَانَ }: " مَنْ " شرطيةٌ، و " عَجََّلْنا " جوابُه، و " ما يشاء " مفعولُه، و " لِمَنْ نريدُ " بدلُ بعضٍ من كل، من الضمير في " له " بإعادةِ العاملِ، و " لِمَنْ نريد " تقديرُه: لمَنْ نريدُ تعجيلَه له.

قوله: { ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ } " جَعَلَ " هنا تصييريةٌ.

قوله: " يَصْلاها " الجملةُ حالٌ: إمَّا من الضمير في " له " وإمَّا مِنْ " جهنَّم " ، و " مَذْمُوماً " حالٌ مِنْ فاعلِ " يَصْلاها ". قيل: وفي الكلامِ حَذْفٌ، وهو حَذْفُ المقابِل؛ إذ الأصل: مَنْ كان يريد العاجلةَ وسَعَى لها سَعْيَها وهو كافرٌ لدلالةِ ما بعده عليه. وقيل: بل الأصل: مَنْ كان يريد العاجلة بعمله للآخرةِ كالمنافِق.