الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً }

قوله تعالى: { لِلأَذْقَانِ } في هذه اللامِ ثلاثةُ أوجه، أحدُها: أنها بمعنى " على " ، أي: على الأذقان كقولِهم: خرَّ على وجهِه. والثاني: أنها للاختصاص، قال الزمخشري: " فإن قُلْتَ: حرفُ الاستعلاءِ ظاهرُ المعنى إذا قلت: خَرَّ على وجهه وعلى ذَقَنه فما معنى اللام في " خِرَّ لذَقْنَه ولوجهه "؟ قال:
3117-...........................   فخرَّ صريعاً لليدين وللفمِ
قلت: معناه: جَعَلَ ذقَنَه ووجهَه للخُرور، واختصَّ به؛ لأنَّ اللامَ للاختصاص. وقال أبو البقاء: " والثاني هي متعلقةٌ بـ " يَخِرُّون " واللامُ على بابها، أي: مُذِلُّون للأذقان ".

والأَذْقان: جمعُ ذَقَنٍ وهو مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْن. قال الشاعر:
3118- فَخَرُّوا لأَذْقانِ الوجوه تنوشُهُمْ   سِباعٌ من الطير العوادِي وتَنْتِفُ
و " سُجَّداً " حال. وجوَّز أبو البقاء في " للأَذقان " أن يكونَ حالاً. قال: " أي: ساجدين للأذقان " وكأنه يعني به " للأذقان " الثانية؛ لأنه يصير المعنى: ساجدين للأذقان سُجَّداً، ولذلك قال: " والثالث: أنها - يعني اللامَ - بمعنى " على " ، فعلى هذا تكون حالاً مِنْ " يَبْكُون " و " يَبْكُون " حال ".