الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ }

قوله تعالى: { أَكْنَاناً }: جمع " كِنّ " وهو ما حَفِظ مِن الريح والمطرِ، وهو في الجبل: الغار.

قوله: { تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } قيل: حُذِف المعطوفُ لفَهْمِ المعنى، أي: والبردَ كقوله:
3014- كأنَّ الحصى مِنْ خلفِها وأمامِها   إذا نَجَلَتْه رِجْلُها حَذْفُ أَعْسرا
أي: ويدُها، وقيل: لا حاجةَ إلى ذلك لأنَّ بلادَهم حارَّة. وقال الزجاج: " اقتصر على ذِكْر الحرِّ؛ لأنَّ ما يقيه يَقي البردَ ". وفيه نظرٌ للاحتياجِ إلى زيادةٍ كثيرةٍ لوقاية البرد.

قوله: { كَذَلِكَ يُتِمُّ } أي: مِثْلَ ذلك الإِتمامِ السابقِ يُتِمُّ نعمتَه عليكم في المستقبل. وقرأ ابن عباس: " تَتِمُّ " بفتح التاءِ الأولى، " نِعْمَتُه " بالرفع على الفاعلية. وقرأ أيضاً " نِعَمه " جمع " نعمة " مضافةً لضميرِ الله تعالى. وعنه: { لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } بفتح التاءِ واللامِ مضارع " سَلِم " من السَّلامة، وهو مناسبٌ لقولِه { تَقِيكُم بَأْسَكُمْ }؛ فإنَّ المرادَ به الدُّروعُ الملبوسةُ في الحرب.