الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

قوله تعالى: { لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً }: الجملةُ حالٌ مِنْ مفعول " أَخْرجكم " ، أي: أخرجكم غيرَ عالِمين. و " شيئاً " إمَّا مصدرٌ، أي: شيئاً من العلم، وإمَّا مفعولٌ به. والعِلْمُ هنا العِرْفان. وقد تقدَّم الكلامُ في " أمَّهاتكم " في النساء.

قوله: " وَجَعَلَ " يجوز أن يكونَ معطوفاً على " أَخْرجكم " فيكونَ داخلاً فيما أَخْبر به عن المبتدأ، ويجوز أن يكونَ مستأنفاً.

والأَفْئِدَةُ: جمعُ " فؤاد " وقد تقدَّم. وقال الرازي: " إنما جُمِعَ جَمْعَ قِلَّة؛ لأنَّ أكثرَ الناسِ مشغولون بأفعالٍ بهيمية فكأنهم لا فؤادَ لهم ". وقال الزمخشري: " إنه من الجموع التي استُعْمِلت للقلة والكثرة، ولم يُسمع فيها غيرُ القلة، نحو: " شُسُوع " فإنها للكثرة، ويستعمل في القِلة، ولم يُسْمَع غيرُ شُسُوع ". كذا قال، وفيه نظر. سُمِع منهم " أَشْسَاع " فكان ينبغي أن يقول: غَلَبَ شُسُوع.