قوله تعالى: { عَلَىٰ تَخَوُّفٍ }: متعلقٌ بمحذوفٍ، فإنه حالٌ إمَّا مِنْ فاعلِ " يأخذهم " ، وإمَّا مِنْ مفعوله، ذكرهما أبو البقاء. والظَاهِرُ كونُه حالاً من المفعولِ دونَ الفاعل. والتخوُّفُ: التنقُّص. حكى الزمخشري أن عمر بن الخطاب سألهم على المِنْبر عنها فسكتوا، فقام شيخ من هذيل فقال: هذه لغتنا: التخوُّفُ: التنقُّصُ قال: فهل تعرف [العربُ] ذلك في أشعارِها؟ قال: نعم. قال شاعرُنا وأنشد:
2972- تَخَوَّف الرَّحْلُ منها تامِكاً قَرِداً
كما تَخَوَّفَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ
فقال عمر: " أيها الناسُ، عليكم بديوانِكم لا يَضِلُّ ". قالوا: وما ديواننا؟ قال: " شعرُ الجاهلية، فإنِّ فيه تفسيرَ كتابكم ". قلت: وكان الزمخشريُّ نَسَبَ البيتَ قبل ذلك لزهيرٍ، وكأنه سهوٌ، فإنَّه لأبي كبير الهذلي، ويؤيد ذلك قول الرجل: " قال شاعرنا " ، وكان هُذَلِيَّاً كما حكاه هو. وقيل: التخوُّفُ: الخوفُ.