الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }

قوله تعالى: { مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ }: " مِنْ " لابتداءِ الغاية، أي: من ناحيةِ القواعدِ، أي: أتى أمرُ الله وعذابُه.

قوله: { مِن فَوْقِهِمْ } يجوز أن يتعلَّقَ بـ " خَرَّ " وتكون " مِنْ " لابتداء الغاية، ويجوز/ أَنْ يتعلق بمحذوفٍ على أنها حالٌ من " السقف " وهي حالٌ مؤكِّدة؛ إذ السقفُ لا يكون تحتهم. وقال جماعة: ليس قوله " مِنْ تحتِهم " تأكيداً؛ لأنَّ العرب تقول: " خَرَّ علينا سَقْفٌ، ووقع علينا حائط " إذا كان يملكه وإنْ لم يَقعْ عليه، فجاء بقوله " من فوقهم " ليُخْرج هذا الذي في كلام العرب، أي: عليهم وَقَعَ وكانوا تحته فهلكوا. وهذا معنىً غيرُ طائلٍ، والقولُ بالتأكيد أَنْصَعُ منه.

والعامَّةُ على " بُنْيانِهم ". وفرقة: " بِنْيَتَهُمْ ". وفرقة - منهم أبو جعفر- " بَيْتهم ". والضحاك " بُيوتهم ".

والعامَّةُ أيضاً: " السَّقْفُ " مفرداً. وفرقةٌ بفتحِ السين وضمِّ القاف بزنةِ عَضُد، وهي لغةٌ في السَّقْف، ولعلها مخففةٌ من المضموم، وكَثُرَ استعمالُ الفرعِ لخفَّتِه كقول تميم: " رَجْل " ، ولا يقولون: " رَجُل ". وقرأ الأعرج " السُّقُف " بضمتين. وزيدٌ بن علي بضم السين وسكونِ القاف، وقد تقدَّم مثلُ ذلك في قراءةِوَبِٱلنُّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [النحل: 16].