الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ }

قوله تعالى: { إِخْوَاناً }: يجوز فيه أن يكونَ حالاً من " هم " في " صدورِهم " ، وجاز ذلك لأنَّ المضافَ جزءُ المضاف إليه. وقال أبو البقاء: " والعاملُ فيها معنى الإِلصاق ". ويجوز أن يكونَ حالاً مِنْ فاعل " ادْخُلوها " على أنها حالٌ مقدرةٌ، كذا قال أبو البقاء، ولا حاجةَ إليه، بل هي حالٌ مقارِنةٌ، ويجوز أن يكونَ حالاً من الضمير في " آمِنين " ، وأن يكونَ حالاً مِنَ الضمير في قوله { فِي جَنَّاتٍ }.

قوله: { عَلَىٰ سُرُرٍ } يجوز أن يتعلَّقَ بنفسِ " إخواناً " لأنه بمعنى متصافِّيْنَ على سُرُر. قاله أبو البقاء، وفيه نظرٌ من حيث تأويلُ جامدٍ بمشتق بعيدٍ منه. و " متقابلين " على هذا حالٌ من الضمير في " إخواناً " ، ويجوز أن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه صفةٌ لإِخوان، وعلى هذا فـ " متقابلين " حالٌ من الضميرِ المستكنِّ في الجارِّ. ويجوز أن يتعلَّقَ بـ " متقابلين " ، أي: متقابلين على سُرُرٍ، وعلى هذا فـ " متقابلين " حالٌ من الضمير في " إخواناً " أو صفةٌ لـ " إخواناً " ويجوز نصبُه على المدح، يعني أنه لا يمكن أن يكونَ نعتاً للضمير فلذلك قُطِعَ.

والسُّرُر: جمع سَرِيْر وهو معروفٌ. ويجوز في " سُرُر " ونحوِه ممَّا جُمِعَ على هذه الصيغةِ مِنْ مضاعَف فعيل فَتْحُ العين تخفيفاً، وهي لغةُ كلبٍ وتميم فيقولون: سُرَرٌ وذُلَلٌ في جمع: سَرير وذَليل.