قوله تعالى: { وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ }: منصوبٌ على الاشتغال، ورُجِّح نصبُه لعطفِ جملتِه على جملةٍ فعلية. والجانُّ أو الجنُّ وهو إبليس كآدم أبي الإِنس. وقيل: اسمٌ لجنسِ الجِنِّ. وقرأ الحسن " والجَأَنَّ " وقد تقدَّم القولُ في ذلك في أواخر الفاتحة. و { مِن قَبْلُ } و { مِن نَّارِ } متعلقان بـ " خَلَقْنا "؛ لأن الأولى لابتداءِ الغاية والثانيةَ للتبعيض، وفيه دليلٌ على أن " مِنْ " لابتداء الغايةِ في الزمانِ، وتأويلُ البصريين له ولنظائِره بعيدٌ. والسَّمومُ: ما يَقْتُل من إفراطِ الحَرِّ من شمسٍ أو ريحٍ أو نار؛/ لأنها تَدْخُل في المَسامِّ فتقتُل. وقيل: السَّموم ما كان ليلاً، والحَرُور ما كان نهاراً.