قوله تعالى: { إِذْ أَنجَاكُمْ }: يجوز فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أن يكونَ منصوباً بـ " نِعْمَةَ ". الثاني: أن يكونَ بـ " عليكم " ويوضِّح ذلك ما ذكره الزمخشريُّ فإنه قال: " إذ أنْجاكم ظرفٌ للنعمة بمعنى الإِنعام، أي: إنعامه عليكم ذلك الوقت. فإن قلت: هل يجوزُ أن ينتصِبَ بـ " عليكم "؟ قلت: لا يَخْلو: إمَّا أن يكونَ صلةً للنعمة بمعنى الإِنعام، أو غيرَ صلة إذا أردت بالنعمة العَطِيَّة، فإذا كان صلةً لم يعملْ فيه، وإذا كان غيرَ صلةٍ بمعنى: اذكروا نعمةَ الله مستقرةً عليكم عَمِلَ فيه. ويتبيَّن الفرقُ بين الوجهين: أنك إذا قلت: { نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } فإنْ جَعَلْتَه صلةً لم يكن كلاماً حتى تقول: فائضة أو نحوها، وإلاَّ كان كلاماً. والثالث: أنه بدلٌ من " نعمة " ، أي: اذكروا وقتَ إنجائِكم وهو مِنْ بدلِ الاشتمال. قوله: { وَيُذَبِّحُونَ } حالٌ أُخرى مِنْ { آلِ فِرْعَوْنَ }. وفي البقرة دون واو لأنه قُصِد به التفسيرُ فالسَّوْم هنا غيرُ السَّوْمِ هناك.