قوله تعالى: { يَوْمَ تُبَدَّلُ }: يجوز فيه عدةُ أوجهٍ، أحدُها: أن يكونَ منصوباً بـ " انتقام " ، أي: يقع انتقامُهُ في ذلك اليوم. الثاني: أن ينتصبَ بـ " اذكْر ". الثالث: ان ينتصبَ بما يتلخَّص مِنْ معنى { عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ }. الرابع: أن يكونَ بدلاً من{ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ } [إبراهيم: 44]. الخامس: أن ينتصبَ بـ " مُخْلِف ". السادس: أن ينتصبَ بـ " وَعْدِه " ، و " إنَّ " وما بعدها اعتراضٌ. ومنع أبو البقاء هذين الأخيرين، قال " لأنَّ ما قبل " إنَّ " لا يعمل فيما بعدها ". وهذا غيرُ مانعٍ لأنه كما تقدَّم اعتراضٌ فلا يُبالَى به فاصلاً. وقوله: " والسماواتُ " تقديرُه: وتُبَدَّل السماواتُ غيرَ السماواتِ. وفي التبديلِ قولان: هل هو متعلِّقٌ بالذات أو بالصفة؟ وإلى الثاني مَيْلُ ابنِ عباس، وأنشد:
2915- فما الناسُ بالناسِ الذين عَهِدْتُهُمْ
ولا الدارُ التي كنتُ تَعْلَمُ
وقرئ " نُبَدِّل " بالنون، " الأرضَ " نصباً، و " السماواتِ " نَسَقٌ عليه. قوله: " وبَرَزوا " فيه وجهان: أحدُهما أنها جملةٌ مستأنفةٌ، أي: ويَبْرُزُون، كذا قدَّره أبو البقاء، يعني أنه ماضٍ يُراد به الاستقبالُ، والأحسنُ أنه مِثْلُ{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } [الأعراف: 50]{ وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ } [الأعراف: 44]{ رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [الحجر: 2]{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } [النحل: 1] لتحقُّقِ ذلك. والثاني: أنها حالٌ من الأرض، و " قد " معها مُرادةٌ، قاله أبو البقاء، ويكون الضميرُ في " بَرَزوا " للخَلْق دَلَّ عليهم السياقُ، والرابطُ بين الحالِ وصاحِبِها الواوُ. وقرأ زيدُ بنُ علي " وبُرِّزوا " بضم الباءِ وكسر الراء مشددةً على التكثير في الفعلِ ومفعوله.