الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ }

قوله تعالى: { يَتَجَرَّعُهُ }: يجوز أن تكونَ الجملةُ صفةً لـ " ماءٍ " ، وان تكونَ حالاً من الضمير في " يُسْقَى " ، وأن تكونَ مستأنفةً. و " تَجَرَّع " تَفَعَّل وفيه احتمالاتٌ، أحدُها: أنه مطاوعٌ لجَرَّعْتُه نحو: عَلَّمْتُه فَتَعَلَّمْ.

والثاني: أن يكونَ للتكلُّف نحو: تَحَلَّم، أي، يتكلَّفُ جَرْعَه، ولم يذكر الزمخشريُّ غيرَه: الثالث: أنه دالٌّ على المُهْلة نحو: فَهَّمته، أي: يتناوله شيئاً فشيئاً بالجَرْع، كما يَفْهم شيئاً فشيئاً بالتفهيم. الرابع: أنه بمعنى جَرَع المجرد نحو: " عَدَوْت الشيءَ " و " تَعَدَّيْتُه ".

{ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } ، أي: لم يقارِبْ إساغَته فكيف بحصولها؟ كقوله: " لَمْ يَكَدْ يَرَاها " وستأتي إن شاء الله.

قوله: { وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } في الضمير وجهان، أظهرُهما: أنه عائدٌ على " كل جبار ". والثاني: أنه عائدٌ على العذابِ المتقدِّمِ.