الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }

قوله تعالى: { ذٰلِكَ }: مبتدأٌ، وهو مُشارٌ به إلى توريثِ الأرضِ. و " لِمَنْ خاف " الخبر. و " مَقامي " فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أنه مُقْحمٌ وهو بعيدٌ؛ إذ الأسماءُ لا تُقْحم. الثاني: أنه مصدرٌ مضافٌ للفاعل.

قال الفراء: " مَقامي: مصدرٌ [مضافٌ] لفاعِله، أي: قيامي عليه باالحِفْظ ". الثالث: أنه اسمُ مكانٍ. قال الزجاج: " مكان وقوفِه بين يَدَي الحسابِ، كقولِهوَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } [الرحمن: 46].

قوله: " وَعِيْد " أثبت الياءَ هنا وفي (ق) في موضعين:كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ } [الآية: 14]فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } [الآية: 45] وصلاً وحَذَفَها وَقْفاً ورشٌ عن نافع، وحذفها الباقون وَصْلاً ووقفاً.