قوله تعالى: { لِيُوسُفَ }: يجوز في هذه اللامِ أنْ تكونَ متعلقةً بـ " مَكَّنَّا " على أن يكون مفعولُ " مَكَّنَّا " محذوفاً تقديره: مَكَّنَّا لِيوسفَ الأمورَ، أو على أن يكونَ المفعولُ به " حيث " كما سيأتي. ويجوز أن تكونَ زائدةً عند مَنْ يرىٰ ذلك، وقد تقدم أنَّ الجمهورَ يَأْبَوْن ذلك إلا في موضعين. قوله: { يَتَبَوَّأُ } جملةٌ حاليةٌ من " يوسف ". و " منها " يجوز أنْ تتعلَّق بـ " يَتَبوَّأ ". وأجاز أبو البقاء أَنْ تتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنها حالٌ مِنْ " حيث ". و " حيث " يجوزُ أن يكونَ ظرفاً لـ " يَتَبَوَّأ " ، ويجوز أنْ يكونَ مفعولاً به وقد تقدَّم تحقيقُه في الأنعام. وقرأ ابن كثير " نَشَاء " بالنون على أنها نونُ العظمةِ للَّه تعالىٰ. وجَوَّز أبو البقاء أن يكونَ الفاعلُ ضميرَ يوسف قال: " لأنَّ مشيئته مِنْ مشيئة اللَّه " وفيه نظرٌ لأنَّ نَظْم الكلامِ يَأْباه. والباقون بالياء على أنه ضمير يوسف. ولا خلاف في قول { نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَآءُ } أنها بالنون. وجَوَّز الشيخ أن يكونَ الفاعلُ في قراءة الياء ضميرَ اللَّهِ تعالىٰ، ويكون التفاتاً.