الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِٱلْغَيْبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ ٱلْخَائِنِينَ }

قوله تعالى: { ذٰلِكَ }: خبر مبتدأ مضمر، أي: الأمر ذلك. و " ليعلم " متعلقٌ بمضمرٍ، أي: أظهر اللَّه ذلك ليعلم، أو مبتدأ وخبره محذوفٌ، أي: ذلك الذي صَرَّحْتُ به عن براءته أمرٌ من اللَّه لا بدَّ منه، و " لِيَعْلمَ " متعلقٌ بذلك الخبرِ، أو يكون " ذلك " مفعولاً لفعلٍ مقدر يتعلَّقُ به هذا الجارُّ أيضاً، أي: فَعَلَ اللَّه ذلك، أو فَعَلْتُه أنا بتيسير اللَّه ليعلمَ.

قوله: { بِٱلْغَيْبِ } يجوز أن تكونَ الباءُ ظرفيةً. قال الزمخشري: " أي ": بمكان الغَيْب وهو الخَفَاءُ والاستتار وراءَ الأبوابِ السبعة المُغَلَّقة ". ويجوز أن تكون الباء للحال: إمَّا مِنَ الفاعل على معنىٰ: وأنا غائب عنه خفيٌّ عن عينه، وإمَّا من المفعول على معنىٰ: وهو غائب عني خفيٌّ عن عيني، وهذا مِنْ كلامِ يوسُفَ، وبه بدأ الزمخشري كالمختار له. وقال غيرُه: إنه مِنْ كلامِ امرأة العزيز وهو الظاهر. وقوله: " وأنَّ اللَّه " نَسَقٌ على " أني " أي ليَعلمَ الأمرين.