الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ }

وقال ابن عطية: " وقرأت فرقة " قُطَّ ". قال أبو الفضل ابن حرب: " رأيت في مصحفٍ " قُطَّ مِنْ دُبُر " ، أي: شُقَّ ". قال يعقوب: " القَطُّ في الجلدِ الصحيح والثوبِ الصحيح ". وقال الشاعر:
2766 ـ تَقُدُّ السُّلُوقِيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ   وتُوْقِدُ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ
/ قوله: { مَا جَزَآءُ } يجوز في " ما " هذه أن تكونَ نافيةً، وأن تكونَ استفهاميةً، و " مَنْ " يجوز أن تكونَ موصولةً أو نكرةً موصوفةً، وقوله: { إِلاَّ أَن يُسْجَنَ } خبرُ المبتدأ، ولمَّا كان " أَن يُسجن " في قوة المصدر عَطَف عليه المصدر وهو قوله: { أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }. و " أو " تُحْمل معانيها، وأظهرُها التنويع.

وقرأ زيد بن علي: { أَوْ عَذَابٌ أَلِيماً } بالنصب. وخرجَّه الكسائي على إضمار فعلٍ، أي: أو أَنْ يُعَذَّبَ عذاباً أليماً.

قوله: { هِيَ } ولم يَقُل " هذه " ولا " تلك " لفرط استحيائه وهو أدبٌ حسن، حيث أتىٰ بلفظ الغيبة دون الحضور. و " مِنْ أهلها " صفة لـ " شاهد " ، وهو المُسَوِّغ لمجيءِ الفاعل من لفظِ الفعل إذ لا يجوزُ: قام القائم، ولا قعد القاعد لعدم الفائدة.

قوله: { إِن كَانَ } هذه الجملةُ الشرطيةُ: إمَّا معمولةٌ لقولٍ مضمر تقديرُه: فقال: إن كان، عند البصريين، وإمَّا معمولة لـ " شَهِد " لأنه بمعنى القول عند الكوفيين.