قوله تعالى: { قُرْآناً }: يجوز فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أن يكونَ بدلاً من ضمير " أَنْزَلْناه " ، أو حالاً مُوَطِّئةً منه، والضميرُ في " أَنْزَلْناه " على هذين القولين يعودُ على " الكتاب ". وقيل: " قُرْآناً " مفعولاٌ به والضميرُ في " أَنْزلْناه " ضميرُ المصدر. و " عربيَّاً " نعتٌ للقرآن. وجَوَّز أبو البقاء أن يكونَ حالاً مِنَ الضمير في " قُرْآناً " إذا تحمَّل ضميراً، يعني إذا جَعَلْناه حالاً مُؤَوَّلاً بمشتق، أي: أَنْزَلْناه مُجْتَمِعاً في حال كونِ عربيَّاً. والعربيُّ منسوب للعرب لأنه نَزلَ بلغتِهم. وواحدُ العَرَبِ عربيٌ، كما أن واحدَ الرومِ روميٌّ. وعَرَبةُ ـ بفتح الراء ـ ناحيةُ دارِ إسماعيلَ النبيِّ عيله السلام. قال الشاعر:
2377 ـ وعَرْبَةُ أرضٌ ما يُحِلُّ حرامَها
مِنَ الناسِ إلا اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ
سكَّن راءَها ضرورةً، فيجوز أن يكونَ العربيُّ منسوباً إلى هذه البقعة.