الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ }

قوله تعالى: { عِشَآءً }: يجوز فيه وجهان، أحدهما: ـ وهو الذي لا ينبغي أن يُقال غيرُه ـ أنه ظرف زمان، أي: جاؤوه في هذا الوقت و " يبكون " جملة حالية، أي: جاؤوه باكين. والثاني: أن يكون " عشاء " جمع عاشٍ كقائم وقيام. قال أبو البقاء: " ويُقرأ بضم العين، والأصل: عُشاة مثل غازٍ وغُزاة، فَحُذِفَتْ الهاءُ وزِيْدت الألف عوضاً منها، ثم قُلبت الألفُ همزةً، وفيه كلامٌ قد ذُكر في آل عمران عند قوله:أَوْ كَانُواْ غُزًّى } [الآية: 156]، ويجوز أن يكون جمعَ فاعِل على فُعال، كما جُمع فعيل على فُعال لقُرْب ما بين الكسر والضم، ويجوز أن يكون كنُؤام ورُباب وهو شاذٌّ ". قلت: وهذه القراءة قراءةُ الحسن البصري، وهي من العِشْوة والعُشْوَة وهي الظلام.

وقرأ الحسن أيضاً: " عُشَا " على وزن دُجَى نحو: غازٍ وغُزاة، ثم حُذف منه تاءُ التأنيث، وهذا كما حذفوا تاء التأنيث مِنْ " مَأْلُكة " ، فقالوا: مَأْلُك، وعلى هذه الأوجهِ يكون منصوباً على الحال، وقرأ الحسن أيضاً " عُشِيَّاً " مصغَّراً ".