وقوله تعالى: { مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ }: صفةٌ لـ " غاشية " ، و " بَغْتة " حال وهو في الأصلِ مصدر، وتقدَّم نظيره. والجمهور على جَرِّ " الأرض " عطفاً علىٰ " السماوات " والضمير في " عليها " للآية فيكون " يمرُّون " صفة للآية أو حالاً لتخصُّصها بالوصفِ بالجار. وقيل: يعود الضمير في " عليها " على الأرض فيكون " يمرون " حالاً منها. وقال أبو البقاء: " وقيل منها ومن السماوات " ، أي: تكون الحال من الشيئين جميعاً، وهذا لا يجوز إذ كان يجب أن يقال " عليهما " ، وأيضاً فإنهم لا يَمُرُّون في السماوات،/ إلا أن يُراد: يمرُّون على آياتهما، فيعودُ المعنى إلى عَوْد الضمير للآية. وقد يُجاب عن الأول بأنه مِنْ باب الحذف كقوله تعالىٰ:{ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } [التوبة: 62]. وقرأ السدِّي " والأرضَ " بالنصب، ووجهُه أنه من باب الاشتغال، ويُفَسَّر الفعلُ بما يوافقه معنى أي: يطؤون الأرض، أو يسلكون الأرضَ يمرون عليها كقولك: " زيداً مررت به ". وقرأ عكرمة وعمرو بن فائد: " والأرضُ " بالرفع على الابتداء، وخبرُه الجملةُ بعده، والضمير في هاتين القراءتين يعودُ على الأرض فقط. وقرأ أبو حفص ومبشر بن عبيد: أو " يَأْتيهم الساعة " بالياء من تحت لأنه مؤنث مجازيٌّ وللفصلِ أيضاً.