الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ }

قوله: { ٱلنَّفَّاثَاتِ }: جمع نَفَّاثَة مثالُ مبالغةٍ. من نَفَثَ، أي: نَفَخَ. واخْتُلِفَ فيه فقال أبو الفضل: شَبَّه النَّفْخَ من الفمِ في الرُّقْيَةِ ولا شيءَ معه. فإذا كان بِرِيْقٍ فهو التَّفْلُ وأنشد:
4686ـ فإنْ يَبْرَأْ فلم أَنْفُِثْ عليهِ   وإنْ يَفْقَدْ فَحَقَّ له الفُقُودُ
وقال الزمخشري: " نَفْخٌ معه رِيْقٌ " وقرأ الحسن " النُّفَّاثات " بضم النون، وهي اسم كالنُّفَّاخَة. ويعقوب وعبدُ الله بن القاسم " النافِثات " وهي محتملةٌ لقراءةِ العامة، والحسن ايضاً وأبو الرَّبيع " النَّفِثات " دونَ ألفٍ كحاذِر وحَذِر. ونَكِّر غاسِقاً وحاسداً لأنه قد يَتَخَلَّفُ الضَّرَرُ فيهما. فالتنكيرُ يفيد التبعيضَ. وعَرَّفَ " النفَّاثات ": إمَّا للعَهْدِ كما يُرْوَىٰ في التفسير، وإمَّا للمبالغةِ في الشَّرِّ.