الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }

قوله تعالى: { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا }: قال الزمخشري: " فإن قلت: ما بال ساقَتَي قصة عاد وقصة مَدْين جاءتا بالواو، والساقتان الوُسْطَيان بالفاء؟ قلت: قد وقعتْ الوُسْطَيان بعد ذِكْر الوعد، وذلك قوله { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ } ، { ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } فجاء بالفاء التي للتسبُّب كما تقول: " وعدته فلما جاء الميعاد كان كيت وكيت " ، وأمَّا الأُخْرَيان فلم تقعا بتلك المنزلة، وإنما وقعتا مبتدأتين فكان حقُّهما أن تُعْطَفا بحرف الجمع على ما قبلهما، كما تُعْطَفُ قصة على قصة " ، وهذا من غُرَر كلام الزمخشري.