الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }

والرَّهْط جماعةُ الرجل. وقيل: الرَّهْط والرَّاهط لِما دون العشرة من الرجال، ولا يقع الرَّهْطُ والعَصَب والنَّفَر إلا على الرجال. وقال الزمخشري: " من الثلاثة إلى العشرة، وقيل: إلى السبعة " ويُجْمع على أَرْهُط، وأَرْهُط على أراهِط قال:
2700 ـ يا بُؤْسَ للحَرْب التي   وَضَعَتْ أراهِطَ فاستراحوا
قال الرمَّاني: " وأصلُ الكلمة من الرَّهْط، وهو الشدُّ، ومنه " التَّرْهيط " وهو شدَّةُ الأكل " والرَّاهِطاء اسم لجُحْر من جِحَرة اليَرْبوع لأنه يَتَوَثَّقُ به ويَحْيَا فيه أولادُه.

قوله: { وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } قال الزمخشري: " وقد دلَّ إيلاءُ ضميرِه حرفَ النفي على أنَّ الكلامَ واقعٌ في الفاعل لا في المفعول كأنه قيل: وما أنت بعزيزٍ علينا بل رَهْطُك هم الأعزَّة علينا، فلذلك قال في جوابهم: { أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ } ولو قيل: " وما عَزَزْتَ علينا " لم يصحَّ هذا الجواب ".