قوله تعالى: { آيَةً }: نصب على الحال بمعنى علامة، والناصب لها: إمَّا ها التنبيه أو اسمُ الإِشارة؛ لِما تضمَّناه من معنى الفعل، أو فعلٍ محذوف. قوله: { لَكُمْ } في محلِّ نصبٍ على الحال من " آيةٍ "؛ لأنه لو تأخَّر لكان نعتاً لها، فلما قُدِّم انتصبَ حالاً. قال الزمخشري: " فإن قلت بم تتعلَّقُ " لكم "؟ قلت: " بآية " حالاً منها متقدمة، لأنها لو تأخَّرَتْ لكانت صفة لها، فلما تقدَّمت انتصبت على الحال ". قال الشيخ: " وهذا متناقض لأنه من حيث تعلَّق " لكم " بـ " آية " كان معمولاً لـ " آية " ، وإذا كان معمولاً لها امتنع أن يكون حالاً منها، لأنَّ الحال تتعلَّق بمحذوف ". قلت: ومثل هذا كيف يُعترض به على مِثْل الزمخشري بعد إيضاحه المعنى المقصودَ بأنه التعلُّقُ المعنويُّ؟ وقرأت فرقة: " تأكلُ " بالرفع: إمَّا على الاستئناف، وإمَّا على الحال.