الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ }

قوله تعالى: { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً }: معطوفان على قولهوَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ } [هود: 25]: مرفوعٌ على مرفوع، ومجرور على مجرور، كقولك: " ضرب زيد عمراً وبكر خالداً " ، وليس من باب ما فُصِل فيه بين حرف العطف والمعطوف بالجارِّ/ والمجرور نحو: " ضربت زيداً وفي السوق عمراً " فيجيءُ الخلاف المشهور. وقيل: بل هو على إضمارِ فعلٍ، أي: وأَرْسَلْنا هوداً، وهذا أوفق لطول الفصل. و " هوداً " بدلٌ أو عطفٌ بيان لأخيهم.

وقرأ ابن محيصن " يا قومُ " بضم الميم، وهي لغةٌ للعرب يَبْنونَ المضافَ للياء على الضم كقوله تعالىٰ: { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم } [الأنبياء: 112] بضمِّ الباء، ولا يجوزُ أن يكونَ غيرَ مضاف للياء لما سيأتي في موضعه إن شاء اللَّه.

وقوله: { مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } قد ذُكر في الأعراف ما يتعلق به قراءةً وإعراباً.