الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }

وقوله تعالى: { أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ }: كقوله:أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ } في أول السورة، ونزيد هنا شيئاً آخر، وهو أنها على قراءة مَنْ فتح " أني " تحتمل وجهين، أحدُهما: أن تكون بدلاً من قوله: " أني لكم " ، أي: أَرْسَلْناه بأن لا تعبدوا. والثاني:/ أن تكون مفسِّرة، والمفسَّر بها: إمَّا أرسلنا، وإمَّا نذير. وأمَّا على قراءة مَنْ كسر فيجوز أن تكونَ المصدرية، وهي معمولةٌ لأرسلنا، ويجوز أن تكونَ المفسرةَ بحالَيْها.

قوله: { أَلِيمٍ } إسناد الألم إلى اليوم مجازٌ لوقوعه فيه لا به، وقال الزمخشري: " فإذا وُصِفَ به العذابُ قلت: مجازٌ مثلُه؛ لأنَّ الأليمَ في الحقيقة هو المعذِّب، فنظيرها قولك: نهارك صائم ". قال الشيخ: " وهذا على أن يكون " أليم " صفةُ مبالغةٍ وهو مَنْ كَثُرَ ألمه، وإن كان أليم بمعنى مُؤْلم فنسبتُه لليوم مجازٌ وللعذاب حقيقة ".